واشنطن بوست: كاليفورنيا تشهد أسوأ موجة جفاف منذ القرن الـ19
واشنطن بوست: كاليفورنيا تشهد أسوأ موجة جفاف منذ القرن الـ19
حذرت صحيفة واشنطن بوست من مشكلة المياه في ولاية كاليفورنيا، حيث اقتربت إمدادات المياه في إحدى المدن من النفاد قبل نهاية العام الجاري، وسط استمرار موجة الجفاف غير المسبوقة.
ووفقا للتقرير، يكثف مسؤولو الولاية جهودهم بالتعاون مع مكتب الاستصلاح لإيجاد حل للأزمة، في الوقت نفسه، بدأ السكان في مدينة "كوالينجا" في تخزين أباريق المياه سعة 5 جالونات في منازلهم، وتوقع الكثيرون ارتفاعًا كبيرًا في فواتير المياه أو الاضطرار إلى شراء مياه إضافية من السوق المفتوحة في الفترة المقبلة بأسعار باهظة، قد تؤدى إلى القضاء على ميزانية الولاية.
ودعا عمدة مدينة "كوالينجا" بكاليفورينا رون رامزي للتصويت من أجل حظر ري الحدائق الأمامية للمنازل وتشديد العقوبات على الاستخدام المفرط، وهي إجراءات أكد مسؤولو المدينة أنها لن توفر ما هو مطلوب تقريبًا لتأمين المياه في المدينة، لكنها أصبحت أكثر ما يمكن تحمله.
ويشهد الغرب الأمريكي أشد موجات الجفاف منذ القرن التاسع، دخل حاليًا عامه الثالث والعشرين، ففي جميع أنحاء كوالينجا، تواجه المجتمعات نقصًا أسوأ مما عرفته في أي وقت مضى؛ حيث هبطت أكبر الخزانات إلى مستويات قياسية، وفقدت أحياء بأكملها إمدادها من المياه مع جفاف الآبار.
وبدأت الولايات المطلة على طول نهر "كولورادو" تتفاوض بشأن قطع المياه، وهو أمر ينذر باندلاع اضطرابات كبيرة في بعض الأحزمة الزراعية الأكثر أهمية في البلاد".
كما أجبر المناخ الأكثر سخونة وجفافًا، ولاية كاليفورنيا والولايات الأخرى، على تقدير التعامل مع مستقبل سيكون لديهم فيه إمكانية الوصول إلى كميات أقل من المياه، مع استمرار النمو السكاني.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.